اعتاد الإنسان منذ القِدم على استخدام الشموع في الكثير من الأغراض في حياته. في وقت ما كانت الشموع تعد من المصادر الأساسية لإنارة الظلام قبل اختراع المصباح الكهربائي. كما ارتبطت بالروحانيات والطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية السعيدة والحزينة على حدّ السواء. أما في أيامنا هذه نلاحظ أن الشموع أصبحت مصدرًا للرفاهية بشكل أساسي. هذا بالتزامن مع تعدد أنواعها وأشكالها ومصادرها وطرق تصنيعها. لكن هل سبق لك أن تعرفت على الفرق بين شمع الصويا وشمع البرافين؟ كونهما من أكثر أنواع الشموع شيوعًا.
سنتعرّف فيما يلي على أنواع الشموع المختلفة وخصائصها، وسنركّز على كلّ من شمع الصويا وشمع البرافين. لكن قبل ذلك، لنأخذ فكرة عن تاريخ الشموع.
سبب تسمية الشمعة بهذا الاسم Candle
يقال إن أصل الكلمة هو كلمة إنجليزية قديمة هي (Candel)، جاءت هذه الكلمة من الكلمة اللاتينية (Candere) التي تطورت إلى (Candela) وتعني الإضاءة أوالإشراق.
أما بالنسبة للغة العربية، جدير بالذكر أن كلمة (قنديل) التي تعني شمعة أو مصباح أيضًا ظهرت كتعريب لكلمة (Candel) الإنجليزية.
تصفّح الشموع المصنوعة يدويًا ومستلزماتها التي تناسب جميع الأذواق من سوق فن
تاريخ الشموع
على الرغم من أن صناعة واستخدام الشموع ليست مؤرخة بدقة، فإنّ المؤرخين لم يختلفوا على تواجدها في أشهر الحضارات التي عرفها التاريخ؛ إذ استخدم المصريون القدماء ورق البردي كمكون أساسي لتصنيعها.
ينسب البعض صنع أول شمعة إلى مدينة بجاية في الجزائر ومنها جاء اسمها “بجاية: من كلمة Bougie التي تعني “شمعة” في اللغة الفرنسية.
أما عن استخدام شحم الحوت في صنع الشموع فقد ظهر ذلك لأول مرة في الصين. كما كان تصنيع الشموع شائعًا أيضًا لدى الإغريق والرومان منذ عام 500 قبل الميلاد.
انتشر استخدام الشموع في أوروبا في العصور الوسطى وأخذت تتطور مصادرها وأشكالها حتى أصبحت صناعة كبيرة كما نرى حاليًا.
من الجدير بالذكر أن روائح الشموع في تلك الأزمنة القديمة لم تكن جيدة على الإطلاق. كانت كريهة وتنتج أدخنة كثيفة؛ إذا كان المكون الأساسي لصنعها هو دهون وشحوم البقر والأغنام. وكان ذلك سببًا كافيًا لمنع هذه الصناعة في بعض المدن الأوروبية.
لعلك إذا قرأت في تاريخ صناعة الشموع ستنبهر وتتساءل كيف صمدت هذه الصناعة وخاضت كل هذه التحديات لتصل إلينا بالشكل الذي هي عليه الآن؟! من قرارات المنع والتكلفة الباهظة لبدائل الشحوم إلى شموع التعطير والديكور غير المكلفة!
هذا يأخذنا إلى الحديث قليلًا عن مصادر الشموع…
مصادر الشموع
كما سبق الذكر أخذت مصادر تصنيع الشموع تتطور تدريجيًا مع العصور. وتنوّعت بين طبيعية وصناعية حيث يمكن تصنيفها كالآتي:
- نباتية
- حيوانية أو حشرية
- معدنية
- نفطية
- كيماوية
- صوفية
الشموع النباتية:
باعتبار بعض المصادر الأخرى لتصنيع الشموع غير صديقة للبيئة ظهرت الشموع النباتية كبديل نظيف ووفير وسهل التجدد.
في أوائل التسعينات اتجه المصنعون اتجاهًا ملحوظًا إلى استخراج الشموع من بذور بعض النباتات وأزهارها وثمارها والطبقات الشمعية المتكونة على أوراقها لحمايتها كما في:
- النخيل (من أكثر أنواع الشموع ثباتًا ومقاومةً للانصهار)
- زيوت الصويا
- الكتان
- بذور اللفت
- جوز الهند
- الجوجوبا
- نبات كانديليلا
- قصب السكر
- شمع التوت (اشتهرت به اليابان)
الشموع الحيوانية:
مصدر طبيعي آخر لتصنيع الشموع من مواد حيوانية وحشرية ولعل أكثرها شيوعًا شمع النحل الذي يمكن الحصول عليه كمنتج ثانوي للعسل.
مصادر حيوانية أخرى:
- حشرة كيريا لاكا (شمع الشيلاك)
- الحيتان (شمع العنبر)
- دهن صوف الماشية.
الشموع المعدنية والنفطية:
يتم الحصول على الشموع المعدنية عن طريق تقطير النفط. من أنواعها:
- شمع البرافين
- الشمع المتبلر
- شمع الفازلين
لنتعرّف بتفصيل أكثر على نوعين مهميّن من الشموع أحدهما نباتي وهو شمع الصويا والآخر نفطي وهو شمع البرافين.
ما هو شمع الصويا؟
شمع البرافين هو من أشهر أنواع الشموع نباتية المصدر التي حظيت بإقبالٍ كبيرٍ من محبي الشموع حول العالم منذ ظهورها. النبتة الأساسية لاستخراج شمع الصويا هي زيوت فول الصويا.
قد يتواجد شمع الصويا أحيانًا منفردًا بذاته فلا يتم خلطه بأي أنواع أخرى من الشموع. وقد يتم تحضيره عن طريق إضافة شموع أخرى وخلطها معًا مثل شمع النحل أو البرافين. لذلك انتبه عند شراء شمع الصويا واحرص على التأكد من نسبة شمع الصويا في المُنتج.
كيفية صنع شمع الصويا
على الرغم من أن شمع الصويا هو الخيار المفضل لدى الكثيرين فإنّ الحصول على شمعة واحدة قد يكون مكلفًا بعض الشيء. فلماذا إذن لا تجرب صنعه في المنزل بنفسك وإضافة لمسات يديك للحصول على شمعة برائحة العطر الذي تحبه!
المكونات التي سنحتاج إليها:
- وعاء مقاوم للحرارة
- فتيل
- حامل للفتيل
- تيرمومتر
- وعاء للصب
- أحد الزيوت العطرية حسب الرغبة
- رقائق شمع الصويا الخام
الآن اتبع الخطوات التالية:
– قم بإذابة رقائق الشمع الخام.
– ضع الفتيل بحرص في منتصف الوعاء المخصص للشمعة تمامًا (استخدم حامل الفتيل في هذا الأمر أو ثبته بهذه الطريقة البسيطة باستخدام عيدان الآيسكريم أو ملاقط الغسيل).
– عندما يصل الشمع إلى درجة 80 مئوية كف عن عملية الإذابة.
– ابدأ في صب الشمع في وعاء الصب المخصص لذلك.
– أضف إلى هذا الوعاء الزيت العطري الذي اخترته وقم بالتقليب لمدة دقيقتين.
– عندما يصل الخليط إلى درجة 55 مئوية قم بصبه في الوعاء الذي سبق تثبيت الفتيل فيه.
– اترك الخليط يبرد ويتصلب لمدة يوم كامل قبل استخدام الشمعة أو حرقها.
– ستلاحظ التغير في لون الشمع أثناء التصلب.
اقتنِ شمع صويا طبيعي ١٠٠٪ من سوق فن
ما هو شمع البرافين؟
شمعُ البرافين هو أحد أبرز الشموع الدارجة والمستخدمة بكثرة في وقتنا الحالي. يمتاز بأنواعه المختلفة حيث أنّ لكلّ منها بدرجة صلابة معينة. كما ذكرنا آنفًا… شمع البرافين ذو مصدر نفطي، وهو في الأصل عديم الرائحة والطعم، وذو لون أبيض أو قد يكون عديم اللون كذلك في بعض الأحيان.
فوائد شمع البرافين
بالإضافة إلى استخدامه كشمع عادي للإنارة فإنّ شمع البرافين يدخل أيضًا في العديد من الأغراض التجميلية و العلاجية والصناعية كما هو موضح فيما يلي:
الأغراض التجميلية:
- تنعيم البشرة حيث يستخدم في صنع الكريمات المرطبة للبشرة والجسم
- تفتيح البشرة والأماكن الداكنة بالجسم
- حل مشاكل تشقق القدمين
- فتح المسام
- إزالة الندبات
- التخلص من طبقات الجلد الميتة
الأغراض العلاجية (الطبية):
- تحضير العينات في مختبرات علم الأنسجة
- علاج الآلام الناتجة عن التهابات المفاصل
- تسكين الألم
- زيادة تدفق الدم
- مرونة العضلات
- تخفيف التشنجات
- استرخاء الجسم
يتم تطبيق العلاج الطبيعي بالبرافين باستخدام جهاز حراري مخصص كما هو موضح في الصورة.
الأغراض الصناعية:
- سد الزجاجات والتعليب
- صناعة أقلام التلوين
اشترِ أجمل الهدايا من موقع سوق فن
كيفية صنع شمع البرافين المعطر للزينة
من السهل صنع شمع البرافين بنفسك لأغراض الزينة والتعطير باتباع الخطوات التالية:
أولًا: سنكون بحاجة إلى:
- ميزان
- ملعقة كبيرة
- قالب شمع برافين خام (IGI 4630 Parrafin Wax)
- وعاء لخلط المكونات
- ترموميتر
- صبغة سائلة باللون المفضل لديك
- زيت عطري
- فتيل
- وعاء زجاجي للشمعة
- مقص
ثانيًا: طريقة التحضير بالخطوات:
– إذابة الشمع الخام عند درجة حرارة 85 درجة مئوية.
– في أثناء ذلك نقوم بتحضير وعاء الشمعة الزجاجي عن طريق تثبيت الفتيل في منتصفه.
– إعداد الصبغة بتخفيفها إذا كانت مركزة (بإضافة بضع قطرات منها إلى إناء به ماء).
– إضافة الزيت العطري إلى الشمع وخلطهما معًا عند درجة حرارة 76 مئوية.
– صب الخليط في الوعاء الزجاجي وتركه يبرد طوال الليل.
– عندمايبرد الخليط تمامًا نقوم بقص الفتيل.
كيفية تحضير برافين لليدين والقدمين في المنزل
يمكننا تحضير البرافين منزليًا واستخدامه للبشرة. من الأفضل أن يتم خلطه بزيوت عطرية أخرى للحصول على نتائج ممتازة. سنحتاج إلى:
- 8 ملاعق كبيرة من شمع البرافين
- معلقتين كبيرتين من زيت (الزيتون – الجوجوبا – اللوز – جوز الهند)
- 20 نقطة من زيت عطري مثل زيت اللافندر
- طبق عميق (نقوم بدهنه بطبقة من الزيت)
- أكياس نايلون
طريقة التطبيق خطوة بخطوة:
– نقوم بصهر المكونات من شمع البرافين والزيوت مع بعضها البعض باستخدام جهاز البرافين الحراري أو بتسخينها في حمام مائي.
– نصب الخليط في الطبق. نتنظر بعض الوقت حتى تتكون طبقة على سطح الشمع فتكون هذه إشارة إلى أنه أصبح صالحًا للاستخدام والتطبيق على البشرة. من الضروري أن ننتبه إلى درجة الحرارة… أن تكون مناسبة للبشرة فلا تتعرض للحرق.
– نقوم بغسل اليدين أو القدمين جيدًا ثم تجفيفهما.
– نبدأ بمسح أيدينا بقطرات من زيت الزيتون أو الجوجوبا.
– نغمس اليدين في طبق شمع البرافين. ونكرر هذه العملية مرارًا حتى نتأكد من تغطية اليدين بخمس إلى عشرة طبقات من البرافين.
– نغلف اليدين بأكياس النايلون التي حصلنا عليها ونتنظر على هذا الوضع لمدة 30 دقيقة. يمكننا طلب المساعدة من أحدهم في هذه الخطوة.
– يمكننا لف منشفة حول الكيس للحصول على أفضل النتائج.
– وصلنا إلى الخطوة الأخيرة… نقوم بتقشير الشمع من ناحية الرسغ وبالاتجاه إلى أطراف الأصابع. سنلاحظ أن الشمع يُنزع على شكل قطع كبيرة يمكننا حفظها للاستخدام في المرة التالية.
ستلاحظ مدى نعومة اليدين أو القدمين بعد استخدام شمع البرافين حيث أنّه كما سبق التوضيح يسهم في التخلّص من طبقات الجلد الميتة ويعيد النضارة للبشرة.
احصل على حامل الشموع من سوق فن واستمتع بالنفحات العطرة في أرجاء المنزل
الفرق بين شمع الصويا وشمع البرافين
بات الآن الفرق بين شمع الصويا وشمع البرافين واضحًا بلا شك. وهنا نؤكد من جديد على أبرز الفروق بين النوعين حتى لا يختلط عليك الأمر.
– السخام الناتج من شمع البرافين أكثر من ذلك الناتج عن شمع الصويا الذي يكاد يكون عديم الأدخنة.
– بناءًا على ذلك نسبة المواد الكيماوية السامة الناتجة من شمع البرافين أكبر من تلك التي يحتوي عليها شمع الصويا.
– شمع الصويا ذو مصدر نباتي صديق للبيئة في حين يتنج شمع البرافين أثناء احتراقه الكثير من الجزيئات المتطايرة الضارة بالبيئة والملوثة للهواء.
– يستحسن استخدام شمع الصويا لأن مصدره عضوي وهو نبات فول الصويا الذي يتجدد نموه كل عام. أما شمع البرافين فمصدره نفطي أو بترولي وهو مصدر غير مستدام.
– تكلفة شمع الصويا باهظة إلى حد ما.
– يستمر حرق شمع الصويا لفترة أطول من شمع البرافين.
بالطبع نحن نرجح لك استخدام شمع الصويا كمصدر آمن لصحتك وللبيئة بدلًا من البرافين.
استخدامات الشموع في المنزل
بالإضافة إلى استخدامها في صنع إضاءة خافتة في أحد أركان المنزل هناك العديد من الاستخدامات الأخرى للشموع داخل المنزل. منها على سبيل المثال لا الحصر:
– إضفاء جوّ من الرومانسية والشاعرية والدفء في غرف المنزل.
– المساعدة في توفير جوّ من الهدوء والاسترخاء وتخفيف التوتر.
– استخدامها كقطع ديكور بسيطة وغير مكلفة للمنزل دون الحاجة إلى إشعالها.
اقرأ أيضًا: أفكار بسيطة لديكور المنزل
– الشموع المعطرة فعالة جدًا في القضاء على الروائح الكريهة داخل المنزل.
– تحسين التركيز.
أكثر الدول استخدامًا وتصديرًا للشموع
وفقًا للإحصائيات تأتي الدنمارك في مقدمة الدول استهلاكًا للشموع في العالم بمعدل 6 كيلو جرامات من الشموع لكل شخص في العام الواحد.
بينما جاءت الدول التالية كأكثر الدول تصديرًا للشموع في العالم حسب احصائيات عام 2019:
- الصين
- بولندا
- فيتنام
- الولايات المتحدة الأمريكية
- هولندا
قالوا عن الشمعة أنها هي التي تحترق لأجل إسعادك وإمدادك بالرائحة الزكية. لطالما ارتبطت الشموع بمعاني كثيرة، لكن في كل الأحوال من المؤكد أن وجودها في البيت سيمنحك جوًا من الرومانسية والهدوء والصفاء الذي لم تشعر به من قبل. أضف هذه اللمسة الجمالية إلى بيتك ولاحظ الفرق الذي ستسببه في انفعالاتك وحالتك النفسية وكيف سيتحسن مزاجك على مدار اليوم.
اقرأ المزيد على سوق فن: